أحداث و تقارير

جين فوندا تُحيي مع نجوم هوليوود حركة دفاعاً عن «حرية التعبير»

المجموعة الناشطة كانت تحظى بدعم والدها خلال حقبة الحرب الباردة

«سينماتوغراف» ـ عــادل دنــدراوي

استنادًا إلى ماضيها الشخصي والسياسي، أحيت الممثلة الأميركية جين فوندا مع المئات من مشاهير هوليوود مجموعة ناشطة من حقبة الحرب الباردة، كانت تحظى بدعم والدها، الحائز على جائزة الأوسكار، هنري فوندا.

أعلنت جين فوندا عن إطلاقها نسخةً مُبتكرةً من لجنة التعديل الأول للدستور الأمريكي، التي تأسست عام 1947 ردًا على جلسات استماع في الكونغرس استهدفت كتاب السيناريو والمخرجين – ولا سيما ما يُعرف بـ«عشرة هوليوود» – وعلاقاتهم المزعومة بالشيوعية.

وأطلقت فوندا منظمتها الجديدة ضمن حدث «الحرية والمساواة والأخوة» الذي نظمته لو رويال في أسبوع الموضة في العاصمة الفرنسية باريس الأربعاء الماضي، وذلك في أعقاب إيقاف جيمي كيميل لفترة وجيزة من قِبل قناة ABC بسبب تعليقاته على الهواء بعد اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك. وكان الرئيس دونالد ترامب من بين من طالبوا بطرد كيميل.

وتعود حكاية المطالبة بحرية التعبير، إلى حقبة الحرب الباردة في الولايات المتحدة، بينما كان السيناتور الجمهوري جو مكارثي يُسهم في تأجيج «الخوف الأحمر» سيئ السمعة، نسبة إلى حقبة الإتحاد السوفيتي والخوف الكبير من الشيوعية حيث تشُكِّلت آنذاك لجنة التعديل الأول للدستور الأمريكي للتصدي لهذا التيار، وكان هنري فوندا، بعد سنوات قليلة من خدمته العسكرية المُوَحَّدة في الحرب العالمية الثانية، من أوائل وأبرز أعضاء اللجنة، إلى جانب ممثلين ومخرجين سينمائيين مثل همفري بوغارت، وجون هيوستن، ولوسيل بول، وفرانك سيناترا.

وبعد ما يقرب من ثمانية عقود، تُساعد فوندا في حمل شعلة مشابهة لوالدها، وبدا البيت الأبيض أصغر وأكثر إثارة للشفقة، عندما بدأ يضيف بقيادة الرئيس، المثير للجدل، دونالد ترامب، مشاهير السينما الأمريكية مثل جين فوندا إلى قائمته المتنامية من المشاهير المستهدفين، فرغم كل الجهود التي يبذلها الجمهوريون لتصوير الرئيس كعملاق قوي، «لم يبقَ لنا سوى رجلٍ ضعيفٍ تشعر إدارته بالضجر من الممثلين والرسوم المتحركة والحوارات الليلية» كما يقول الكاتب ستيف بينين في موقع قناة    .«msnbc»

جين فوندا تحيي حركة الدفاع عن حرية التعبير.. والسبب ترامب!
جين فوندا تحيي حركة الدفاع عن حرية التعبير.. والسبب ترامب!

وتقول فوندا «عمرى87 عاما» شهدتُ الحرب والقمع والاحتجاج وردود الفعل العنيفة. احتُفي بي، ووُصفتُ بعدوٍّ للدولة، لكن يمكنني أن أقول لكم هذا: هذه أكثر لحظات حياتي رعبًا، كتبت فوندا في رسالة تدعو فيها أقرانها للانضمام إلى المجموعة المُعاد تأسيسها، عندما أشعر بالخوف، أعود إلى التاريخ. أتمنى لو كان هناك دليلٌ سريٌّ يحوي جميع الإجابات ، لكن لم يكن هناك قط. الشيء الوحيد الذي نجح ، مرارًا وتكرارًا ، هو التضامن: التكاتف، وإيجاد الشجاعة في أعدادٍ لا يمكن تجاهلها، والدفاع عن بعضنا البعض.

وردّ البيت الأبيض بقيادة دونالد ترامب بالطريقة نفسها التي يفعلها دائمًا: بالهجوم على أي ناقد.

في الوضع المثالي، يُركز الرئيس الأمريكي وفريقه جهودهم على شؤون الدولة، لكن في الأشهر الأخيرة، أبدى ترامب وفريقه اهتمامًا غير متناسب باستهداف المشاهير. وقبل فوندا، كانت أريانا غراندي. قبل غراندي، كانت سيلينا غوميز. وقبل غوميز، كان توم هانكس.

وفي مايو، طالب الرئيس ترامب بإجراء تحقيقات مع بروس سبرينغستين، وبيونسيه، وأوبرا وينفري، وبونو. قبل ذلك بأسبوع، وبينما كان ترامب لا يزال في خضم رحلة إلى الشرق الأوسط، خصص الجمهوري بعض الوقت للإشارة إلى أن تايلور سويفت لم تعد “مشهورة”، وذلك بسبب انتقاداته لنجمة البوب.

وقد وقع أكثر من 550 من نجوم هوليوود وبرودواي رسالة تدعو الأميركيين للدفاع عن حرية التعبير، وذلك بعد تعليق برنامج المذيع جيمي كيميل على شبكة « ABC »، وكان من بين الموقعين على الرسالة روبرت دي نيرو، وبن أفليك، وجنيفر أنيستون، وسيلينا جوميز، ولين مانويل ميراندا، وتوم هانكس، وميريل ستريب، كما تضم قائمة الموقعين الفنان الحائز على جائزة إيمي مؤخراً نواه وايل والممثلة المرشحة للأوسكار فلورنس بيو، والكوميديان ديفيد كروس والفنانة المسرحية الحائزة على جائزة توني كيلي أوهارا، والممثلة المخضرمة مولي رينجوالد، كما وقّع كل من بيدرو باسكال وبيلي كريستال وناثان لاين وكيري واشنطن وكيفن بايكن،، وشون بن، وبيلي إيليش، وبيدرو باسكال، ومئات غيرهم. إضافة إلى عدد من الكوميديين والمخرجين والكتّاب.

وفي السياق ذاته، ناقش برنامج The View على شبكة ABC الجدل الدائر بعد أن تجنب التطرق إليه في حلقتين متتاليتين عقب تعليق برنامج كيميل، حيث افتتحت المذيعة ووبي جولدبرج الحلقة بقولها: لا أحد يسكتنا، وأدانت هي وزميلاتها قرار ديزني.

وقالت آنا نافارو: لا أفهم كيف يمكن في هذا البلد، حيث أُدرج التعديل الأول في الدستور لضمان حرية الصحافة وحرية التعبير، أن تستخدم الحكومة نفسها نفوذها وقوتها لتخويف الناس وإرغامهم على الصمت.

أما أليسا فرح جريفين، الصوت الأكثر محافظة في البرنامج، فقالت: وُضع التعديل الأول في الصدارة لسبب وجيه، فهو الضامن لحقنا في محاسبة من هم في السلطة.

كما أوضحت جولدبيرج أن البرنامج تردد في البداية في تناول القضية، انتظاراً لمعرفة ما إذا كان جيمي سيبادر بالتعليق بنفسه، مضيفة أن  The View اتبع النهج ذاته عند إعلان إلغاء برنامج   The Late Show with Stephen Colbert، على شبكة CBS. ومنذ تعليق برنامجه، لم يصدر عن كيميل أي تصريح علني.

إلا أن الفكاهي كيميل عاد إلى الشاشة الأسبوع الماضي. وقال كيميل وسط تصفيق حار إن «تهديد الحكومة بإسكات فنان كوميدي لا يروق للرئيس هو أمر مخالف للقيم الأميركية. وتعهدت اللجنة المُعاد تشكيلها «الوقوف صفًا واحدًا، متحدين بشراسة، دفاعًا عن حرية التعبير»، محذّرة الشركات الهوليوودية من الرضوخ لضغوط الحكومة في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى