48 عاما على رحيل أيقونة السينما فيفيان لى بطلة «ذهب مع الريح»

«سينماتوغراف» ـ ميريهان فؤاد
لو لم تقم طوال مشوارها الفنى سوى بدورها فى الفيلم الخالد «ذهب مع الريح» لكان ذلك كفيلا بأن يضعها فى المكانة التى تليق بها، لكن النجمة الجميلة «فيفيان لى» قدمت عشرات الأدوار المهمة السينمائية والمسرحية واستحقت الأوسكار مرتين فى حياتها.
فيفيان لى الممثلة البريطانية الشهيرة صاحبة الوجه الحاد الجميل، التى مر أمس 48 عاما على رحيلها، ولدت «بالهند البريطانية» في 5 نوفمبر عام 1913، لأب ضابط بسلاح الفرسان الهندي، وأم كاثوليكية محبة للمسرح.
عرفت «لي» طريقها للمسرح مبكراً في سن الثالثة، حيث اشتركت في فرقة مسرحية أسستها أمها التي كان لها الفضل بعد ذلك في تعريف «لي» علي الاعمال الأدبية والمسرحية، وخوض عالم الأساطير الإغريقية، وعرفت طريقها إلي أعمال «هانز أندرسون» و«لويس كارول».
إلتحقت «لي» بالأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن لإصرارها علي أن تصبح ممثلة، إلي أن تعرفت علي المحام «لي هولمان» وتزوجت منه وهي في السابعة عشرة من عمرها، وأنجبت طفلتها «سوزان» ثم إتخذت حياتها مسارا بعيدا عن حلهما بالتمثيل، فلم يتقبل زوجها الأمر، وإنقطعت «لي» عن الدراسة لفترة ثم عادت لدراستها بعد عامين من زواجها، وكان أول ظهور سينمائى لها من خلال فيلم «الأمور تتحسن» حيث لعبت دورا صغيرا لفتاة فى المدرسة، لكن يبقى فى سجلها الفنى تجربتا هما الأكثر أهمية وقد حصلت على أوسكار أحسن ممثلة مرتين عن «ذهب مع الريح» و«عربة اسمها الرغبة».
ذهب مع الريح
في عام 1939 كان موعدها مع النجومية حيث لعبت لي دور«سكارليت أوهارا» في الفيلم الشهير «ذهب مع الريح»،أمام «كلارك جيبل»، عن رواية الكاتبة مارجريت ميتشيل وإخراج فيكتور فيلمنج، وكانت قد قرأت الرواية وتمنت أن تجسد شخصية سكارليت وأوعزت الى بعض أصدقائها المقربين بذلك، وفى هذا الوقت كانت هوليوود تبحث عن ممثلة بمواصفات خاصة لتؤدى هذا الدور ووجدت فى «لى» ضالتها، وتجرى أحداث الفيلم خلال الحرب الأهلية الأمريكية، ويحكي آثارها علي المزارعيين الجنوبيين من خلال قصة حب سكارليت لـ «آشلي» الذي يلعب دوره ليزلي هاوارد، والذي يموت في الحرب، ثم يظهر «كلارك جيبل» أو «ريت» الذي يحب «لي» ولكنها لا تلتفت إلي حبه إلا متأخرا جدا، يذهب ريت إلي الحرب ويتم أسره، ثم يكشف لها عن حبه ويتزوجا.
وقد برعت فيفيان فى تجسيد الشخصية، وجلب لها هذا الفيلم الشهرة والنجاح الذى كانت تتطلع لهما، ورغم ذلك لم تكن سعيدة بما أسبغته عليها هوليوود من نجومية التى وصفتها بأنها زائفة، قائلة: أنا ممثلة ولست نجمة، من أجل قيم وهمية فى مثل هذه الحياة الزائفة، وقد فاز الفيلم بـ10 جوائز أوسكار منها جائزة أفضل ممثلة التى حصلت عليها عن جدارة كما حصلت عن نفس الفيلم على جائزة أفضل ممثلة من نقاد السينما بنيويورك.
عربة إسمها الرغبة
في عام 1951 كانت على موعد تجربة سينمائية مثيرة حين لعبت «لي» دور بلانش دوبوا في فيلم «عربة اسمها الرغبة»، عن المسرحية التي تحمل نفس الإسم للكاتب المسرحي تينيسي وليامز، أمام مارلون براندو، ورشح الفيلم لـ 12 جائزة أوسكار وإستطاع أن يحصل علي أربعة منها، وحصلت «لي» علي جائزة أفضل ممثلة رئيسية للمرة الثانية بعد فيلم ذهب مع الريح، رغم اتهام النقاد لها بالآداء المسرحي غير الملائم للسينما، وتدور القصة في الجنوب حيث تزور بلانش أختها ستيلا التي تركت عائلتها الثرية لتعيش مع زوجها في أحد الأحياء الفقيرة، ثم تطول زيارتها مما يسبب غضب زوج أختها وتبدأ الخلافات بينهما.
تصطدم بلانش بحياة أختها الفقيرة ولكنها تعي في النهاية أنها أفضل من حياتها المضطربة من جميع الجهات والتي ربما تشبه حياة لي في الحقيقة، وبعيدا عن السينما قدمت «لي» عدة مسرحيات مع زوجها الثاني لورانس أوليفييه الممثل والمنتج البريطاني، قدما سويا مسرحية أنطونيو وكليوباترا والليلة الثانية عشر لشكسبير، وكليوبترا وقيصر لبرنارد شو، ثم إبتعدت عن جولاتها المسرحية بسبب إصابتها بالإكتئاب ثنائي القطب إثر عملية إجهاض، وتسلل مرض الدرن إلي جسد «لي» الضئيل، كما عانت من نوبات اكتئاب حادة أثرت على علاقتها بزوجها سير لورنس أوليفيه الذى عانى كثيرا من تقلب حالتها المزاجية، ولكنها علي الرغم من ذلك قدمت آخر أفلامها «سفينة السفهاء» عام 1965 إلي أن غادرت الحياة علي أثر المرض ليلة الثامن من يوليو عام 1967.
ورغم إتهام بعض النقاد لها بالبرود أحيانا وصعوبة العمل معها بسبب مزاجها الحاد، تظل «لي» احدى إيقونات السينما والمسرح كواحدة من الممثلات الأكثر جمالا وموهبة، وقد وصفها المخرج جورج كوكى بأنها ممثلة بارعة يعوقها الجمال، مؤكدا ان الجميلات الساحرات من النادر أن يكن ممثلات كبيرات.