داريوس خنجي في «ملتقي قمرة» التقنيات الرقمية خطيرة وقد تدمر العمل
بدأ مشواره بصناعة الأفلام القصيرة في ضواحي باريس

الدوحة ـ «سينماتوغراف»
خلال ندوته التي أقامها ملتقى «قمرة السينمائي»، في دورته الـ11، الذي تنظمه «مؤسسة الدوحة للأفلام»، في العاصمة القطرية الدوحة، حتى 9 أبريل الجاري، تحدث المصور السينمائي الفرنسي من أصول إيرانية، داريوس خنجي، بوصفه خبيراً سينمائياً عن مسيرته في صناعة السينما، وعمله مع مشاهير كثر، من بينهم الفنانة العالمية مادونا في أغنيتها «المتجمدة».
ولفت خنجي إلى أنه بدأ مشواره بصناعة الأفلام القصيرة في ضواحي باريس؛ حيث ترعرع. وعندما أراد أن يصبح مخرجاً ويدير الكاميرا، كان عليه الحفاظ على طموحه وحلمه في صناعة أعمال مختلفة، مؤكداً أنه كان مفتوناً بأفلام الرعب ومصاصي الدماء.
ونوه خنجي بأن شقيقته تشاركه الطموح الفني وعشق السينما، موضحاً أنه تعلَّم التصوير في فرنسا، وسافر كثيراً لاكتشاف مناطق جديدة، من بينها المكسيك، حتى يكون مختلفاً في أعماله عن السائد.
وقال خنجي إنه بدأ مشواره بتصوير الإعلانات، و«الفيديو كليب»، كما أكد أنه لا يفضل العمل بالتكنولوجيا الحديثة؛ بل يلجأ لخبرته المهنية والتعامل مع الكتب العلمية؛ مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة التي يعتمدها البعض لم تستهوِه، وأن انتقاله للعمل بها كان مؤلماً للغاية، فهو يحب الإنصات للقصة وتنفيذ عوالمها بطريقته الخاصة، موضحاً أن «العملية الرقمية خطيرة، وقد تدمر العمل وتفقده رسالته إن لم تُنفَّذ بحرص».

وسلطت الندوة، التي قدمها الخبير والمصور السينمائي داريوس خنجي، الضوء على قوة السرد البصري من خلال الضوء أو غيابه لتقديم أعمال فنية أصيلة، كما تناولت كواليس بعض المشاريع بما في ذلك فيلم “طوبى” للمخرجة شيرين نشأت، وهو عمل فني رائع يستكشف حركة الناس من وطنهم إلى المدينة الفاضلة المتخيلة.
وقال داريوس خنجي:” ذكرياتي المبكرة عن السينما كانت تدور حول الاستماع إلى الموسيقى التصويرية للأفلام المصرية وأفلام الواقعية الجديدة الإيطالية والأفلام الأوروبية السائدة والأفلام الهندية، حيث نشأت محاطا بهذه الأصوات والمشاعر”، مشيرا إلى أن الموسيقى تلعب دورا محوريا في أعماله السينمائية.
وأضاف أن الأفلام تتمتع بطبيعة فنية تشكيلية، والأمر كله يتعلق بكيفية ترجمة القصة على الشاشة، سواء باستخدام الفيلم أو التقنيات الرقمية.
ونصح صناع الأفلام الناشئين الذين يسعون للتميز، قائلا:” لكل شخص صوت داخلي مميز، ومن المهم أن نفهم ونقبل اختلافنا، إذا كان علي أن أصنع فيلما بنفسي اليوم، رغم أنني لست صانع أفلام ناشئا، سيكون من الصعب العثور على صوت فني فريد، وعلينا أن نجد هذا الصوت داخل أنفسنا، ثم نترجمه على الشاشة”.
وشارك خنجي الحضور أفكاره الشخصية حول رحلته في السينما بدءا من شغفه بالأفلام، مشيرا إلى أنه بدأ صناعة الأفلام عندما بلغ الثانية عشرة من عمره، وكان مفتونا بأفلام الرعب مثل مصاصي الدماء، وأراد حينها أن يصبح مخرجا، لكنه أدرك شغفه في مجال التصوير السينمائي.
واستعرض الخبير والمصور السينمائي داريوس خنجي، خلال الندوة، مجموعة من أعماله التي استخدم فيها تنوع الإطارات المظلمة والكئيبة التي يعتمدها كما في فيلم سبعة (1995)، وتلك الحيوية في فيلم أوكجا (2017)، التي تنبع من شغفه المبكر بالتصوير الفوتوغرافي.
وقدم خوندجي أفلاماً عدة، من بينها: «طوبى»، و«سبعة»، و«مأكولات فاخرة»، و«جواهر غير مصقولة»، و«ميكي 17»، خلال مسيرة مهنية بدأها منذ 40 عاماً.
ونال خوندجي أول ترشيح لجائزة «قيصر» عن فيلمه «أطعمة فاخرة»، في مطلع تسعينات القرن الماضي، كما رُشح لجائزة «الأوسكار»، وجائزة الجمعية الأميركية للمصورين السينمائيين (ASC) عن فيلم «باردو… السجل الزائف لحفنة من الحقائق» عام 2022، وحصل على جائزة «الضفدع الفضي» في مهرجان «كاميرا إيميج»، إلى جانب تكريمه بجائزة «بيير أنجينو»، في مهرجان كان السينمائي عام 2022.