الجونة ـ «سينماتوغراف»
قدّمت أوركسترا “النور والأمل”، المؤلفة من موسيقيات كفيفات وضعاف البصر، عرضًا موسيقيًا في حفل ختام “سيني الجونة”، المنصة السينمائية لمهرجان الجونة السينمائي الثامن (16-24 أكتوبر 2025).
وكان عرض الأوركسترا الوحيد في المهرجان بكامل طاقمه الموسيقي، مقدّمًا مزيجًا من موسيقى الأفلام الشهيرة والمقطوعات الموسيقية الكلاسيكية الغربية.
وبقيادة مديرهم الفني والمعلم الرئيسي، تامر فهمي، صعدت الفرقة إلى مسرح “فستيفال بلازا”، وقدمت عرضًا أمام جمهور غفير، من بينهم العشرات من خبراء الصناعة.
كان من بين الحضور سميح ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم القابضة للتنمية (ODH)، الشركة التي بنت وتدير الجونة، والفنانة الشهيرة يسرا، عضو المجلس الاستشاري الدولي للمهرجان. انضمّ كلاهما إلى الأوركسترا على المسرح بعد الحفل.
افتُتح البرنامج بموسيقى فيلم “حرب النجوم”، ثمّ استمرّ بسلسلة من المقطوعات السينمائية والكلاسيكية. تفاعل الجمهور بحماس، مرددين أنغامًا مألوفة أو مصفقين على أنغامها.
وكما جرت العادة، أدخلت موسيقى فيلم “النمر الوردي” لهنري مانشيني الجمهور في أجواء من المرح والبهجة، بينما دعتهم موسيقى “زوربا اليوناني” لميكيس ثيودوراكيس إلى التصفيق والمشاركة في أجواء الاحتفال.
وفي الوقت نفسه، أتاحت المقطوعات الكلاسيكية للجمهور فرصة تذوق أروع تقاليد الموسيقى الغربية.
مع استمرار نموّ “النور والأمل”، أصبحت بعض المقطوعات من أساسيات ذخيرتهم الموسيقية، بينما قدّم المايسترو تامر فهمي مقطوعات أخرى لتتماشى مع مهارات الأوركسترا المتطورة.
يعود الفضل الكبير لفهمي في التطور الملحوظ لأوركسترا “النور والأمل” لموسيقى الحجرة، التي قطعت في السنوات الأخيرة خطوات واسعة في إتقان مجموعة واسعة من الأعمال الموسيقية الصعبة. من أعظم مصادر فخر الفرقة أصغر أعضائها، بعضهم في العاشرة من عمره فقط، والذين بفضل تركيزهم وعزيمتهم، استحقوا مكانًا على المسرح إلى جانب زملائهم الأكثر خبرة.
وبعد العرض، صعد سميح ساويرس إلى المسرح شاكرًا كل من يدعم الجمعية، وقال: “كان هذا الحفل فرصة للجميع لاكتشاف جمعية النور والأمل، ورسالتها، وأهميتها. علينا جميعًا أن نقف إلى جانب هذه الجمعية، التي تقدم رعاية وتوجيهًا شاملين للنساء والفتيات ذوات الإعاقة البصرية.”
قدّمت منى زكي، رئيسة معهد الموسيقى في جمعية النور والأمل، الأوركسترا وشرحت مكانتها داخل الجمعية، التي تأسست عام 1954٩ لتعليم ودمج الأطفال والنساء الكفيفات في المجتمع.
وأشادت زكي بالسيدة الراحلة آمال فكر)، المديرة السابقة ونائبة رئيسة معهد الموسيقى، قائلةً: “لا يمكننا أن ننسى القوة الدافعة وراء أوركسترا النور والأمل. لقد شكّلت رؤية السيدة آمال وتعاطفها أجيالًا من الموسيقيين”.
وأشارت إلى أن تفاني فكري الدؤوب حوّل فرقة صغيرة من الفتيات المكفوفات إلى أوركسترا عالمية الشهرة، تُقدّم عروضها على المسارح المصرية وفي أكثر من 30 دولة، عبر خمس قارات. ساهم فكري شخصيًا في الترويج للأوركسترا، وتأمين التمويل، والعمل عن كثب مع المانحين، الذين يواصل الكثير منهم دعم الجمعية حتى اليوم.
ثم حثّ سميح ساويرس الجمهور على دعم الجمعية، مؤكدًا أن التبرعات عمل خيري نبيل، وأضاف مازحًا أن يسرا ستكون أول من يشجع على التبرعات. ورددت الفنانة كلماته، مشيدةً بعازفي الأوركسترا، مشيرةً إلى أنها حضرت حفلاتهم في السنوات السابقة.
